الاثنين، ١٧ أكتوبر ٢٠١١

هرقل (تأليف سمر جبر)

عندما نزل هرقل من الجبل، مات الرجل الوحيد الذي يعرفه بالمدينة إثر إصابته بغصة في حلقه، في حين لم يكن معه إلا ورقة بعشرة ألاف جنيهاً ولم يمتلك أي من المحلات المجاورة الفكة اللازمة ليعطيه زجاجة مياه بركة التي طلبها. عندما علم أبناؤه بموته على الرصيف وتغطيته بورق جرائد قديمة لحين نقله، أقاموا جنازة مشرفة له، وفي خضم دعائهم له، تمنوا بأن يبارك الرب محلات كرشو، فليبارك الرب محلات كرشو. وبينما كان جميع ضباط المرور يفرون من أمام المواطنين الثائرين، أثار هرقل أنتباه لواء مرور فعينه في أضخم إشارة بالمدينة، فقد كان يمكن لجسده كما هو معروف أن يغطي حارة كاملة. في اللحظة الأولى رأى هرقل عربة مركونة صف ثاني. كان المواطنون يفعلون هذا بلا مبالاة الآن، فما عادوا يخافون من الضباط الذين أصابهم جميعاً مرض عضال جعلهم يتقلصون ويتضاءلون إلي درجة أن أول من أصابه فيهم المرض وصل حجمه إلي عقلة الإصبع، وذلك عندما لمس أحد المواطنين ضئيل الجسم بأصابعه المتآكلة كتف الشرطي قائلاً: بيزنطة حرة، انتو برة. لكن هرقل مشهور بجبروته وقوته. لذا فقد ذهب إلي السيارة وحملها إلي العربة ناقلة السيارات، فأتى صاحبها مهرولاً بالسباب في وجهه عندما مد هرقل يده عليه ليهدئه. قسمه نصفين.كان لابد من فصله عن العمل...نص القصة بالكامل



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق