الأربعاء، ٣٠ يناير ٢٠١٣
الأحد، ٢٧ يناير ٢٠١٣
العاهرة !(تأليف أنس النيلي)
قبلَ عامٍ تقريبًا ، ولمَّا انتهيتُ من التصفيقِ للراقصةِ الشابّة – والتي انتهت لتوِّها – فوجِئتُ بهِ أمامي .. وضعتُ الكأسَ مُضطربًا ، صامتًا .. تتزاحمُ الأفكارُ في رأسي .. أنا المنعوتُ بالحائرِ، المُتردِّدِ .. لا أتذكَّرُ أنّي كُنتُ هكذا مِن قَبل !...القصة بالكامل
المرآة (تأليف راجي تواضروس)
بالحمام مرآة وبغرفة النوم مرآة وفوق كل مرآة "لمبة" . أمام مرآة الحمام وقف هو. قد عاد للتو من عند الحلاق بعد جلسة حلاقة أطول من المعتاد إستنفد فيها كل ما يمكن أن يقدمه الحلاق من قص وغسيل وفتلة وفوطة سخنة! والآن يضع فقط اللمسات الأخيرة على الشعيرات البيض. لم يرضى بإستعمال صبغة الحلاق لخوفه من كونها مغشوشة وصمم على إستعمال صنف الصبغة المستوردة التي إشتراها بنفسه...القصة بالكامل
أغنية من حبيبي (تأليف رضوى صالح مهران)
الآن يتلقى بريدي دعوة من حبيبتي، تدعوني للاستماع ﺇلى أغنيتها. كم قفز قلبي من الفرح، وكم أحس بتجدد الشوق القديم . وما هي ﺇلا لحظة حتى لجمته شكيمة عقلي قائلة : لما الفرح أتشتاق ﺇلى الحرام؟...القصة بالكامل
العيش (تأليف تأليف عمر فتحي نصر)
كالعادة استيقظ الحاج صابر مبكراً؛ ليصلي الفجر ويلحق بالمخبز قبل أن يبدأ توزيع العيش ويزدحم. وبرغم الإرهاق الذي هو فيه حيث يعمل بإحدى المحلات مساءاً كي يستطيع إلى جانب الوظيفة الانفاق على تلك الأسرة الكبيرة؛ إلا أنه لا يرغب في أن يرسل ابنه خريج الجامعة الوحيد بين أبنائه، العاطل منذ ثلاث سنوات؛ حيث أنه مكتئب منذ فترة، ولا يكلم أحداً، ولا يخرج من غرفته اللهم إلا للأكل أو الحمام. في المسجد أطال الإمام بهم الصلاة، وهو يحمل هم ما قد وجده فعلا بعد الصلاة؛ المخبز قد ازدحم!...القصة بالكامل
المقطوعة الحزينة (تأليف محمد سامح محمد عبد المنعم)
لم أستطع أن أتجاهل هذه المقطوعة الحزينة التي ظلت ترن من حولي بنغمات قصيرة لبضعة دقائق متواصلة، وكأنها تخرج عن آلة وحيدة، وكأن النغمات تَوائم متماثلة لتوها خرجت من رحم الآلة للعالم، ولكل منهم نفس الملامح، ولكن الروح مختلفة، أوكأن النغمات تخرج من صافرة حُمِلت لفم رجل انتهى لتوه من سباق طويل للجري، فاندفعت النغمات من الصافرة متعبة، ومتقطعة، ومستسلمة...القصة بالكامل
ذكريات مُحرمة (تأليف محمد فتحي الزحاف)
تركتَ الأسطي يعمل داخل الورشة، وخرجتَ أنت في خلسة لتعبث قليلاً.. أنت الآن علي هيئتك اليومية تقوم بفعلتك المعتاده التي لافكاك منها.. تغتصبها كل يوم، ولاتعطيك هي سوي المتعة والراحة.. فماذنب تلك العاهرة أيها البائس!...القصة بالكامل
الاثنين، ٢١ يناير ٢٠١٣
الجرس!(تأليف محمًد عبد المنعم الرّاوى)
كان إغلاق الشقة بالقاهرة والعودة إلى البلدة بالصعيد أمراً فرضته عليه والدته بعد أن توفى والده، خاصة أنه أنهى تعليمه منذ عامين ولم يُعيّن بأية وظيفة بعد، وفى البيت القديم هناك قرر أن يجعل الدور الأرضى منه كتّاباً يقوم فيه بتحفيظ أبناء النجع القرآن، لأنه يجيد التلاوة ويملك صوتاً جميلاً، ولم يفته أن يخصص حجرة للمكتبة ليمارس هواية القراءة، أو التأليف، لقد مرت سنوات لم يكن فيها جديد غير وفاة والدته، فانطوى على نفسه، وازداد شعوراً بالوحدة والانكسار...القصة بالكامل
باب الوداع (لؤي ياسر يوسف علي أحمد)
يقسم جاد الرب كل صباح أنه يراهم قبل الفجر. يحكي للشارع كله ولكن لا أحد يصدقه. ذلك العجوز، العجوز جدا. الكثير يعتقدون أنه تجاوز المائة عام، والبعض يرجح أنه تجاوز ذلك بكثير، لا يعلم أحد عمره الحقيقي، ولكنه بلا شك أكبر شخص في مصر القديمة كلها. يتركونه يجلس طوال النهار على مصطبته على رأس الشارع في هدوء، بقامته الفارعة وشعره الأبيض المجعد.تحسبه شخصا عاديا، فإذا أظلمت السماء وقلت الخطوة في شارع باب الوداع، تراه ينزوي ثم ينزوي حتى يختفي تماما عن الأنظار. لا يعلم أحد أن يختفي ولا أين يقضي ليلته، ولكن إذا أشرقت الشمس في الفجر التالي فإنه ينتظر أول شخص على مصطبته ليحكي له...القصة بالكامل
مدينة البجع (تأليف إسراء أحمد يوسف)
لا أحد في المدينة كلها يذكر كيف ظهر التمثال فجأة وسط الميدان؛ تمثال لبجعة ذات بياض ناصع كأنها قمر آخر يضئ، في ارتفاع بيت من خمسة طوابق، منقار برتقالي اللون يميل قليلاً إلى الوردي، على رأسها تاج من جدائل وخصلات متداخلة تتراوح ألوانها ما بين الأحمر الداكن والبني الشوكولا، يزين التاج فصوص كبيرة لامعة زرقاء اللون...القصة بالكامل
مجهول الهوية (تأليف إبراهيم عبداللطيف محمود نصار)
تقفز إلى مسامعه "ليل الغربة طويل يا ولدي"، يحاول أن يسد أذنيه، يداه تتخضبان بالدماء، لا يحس بدمه النازف، يصرخ، يسمع صدى صراخه يتردد، هل هي لحظة اليقين، ينادي من بجواره، لا يسمعه، أصوات هادرة، لا يميزها، بح الصوت. الدماء تسيل، لكنه مصمم على المضي في طريقه، لن يوقفه احد بعد اليوم...القصة بالكامل
علمني (تأليف فهيمة شافعي إبراهيم)
عشت طويلاً مع اسرتي أحيا حياة الآخرين من البشر بكل تفاصيلها فتفاعلت معها وشاركت أحياناً في رسم تفاصيلها حتي صارت جزءاً هاماً مني لا أرغب في الانفصال عنه. لكن خشيت الانصهار في حياة الآخرين حتي النخاع، فتنمحي شخصيتي وأصبح كائناً بلا خصائص مميزة، لذلك تعمدت أن يكون في حياتي الركن الخاص بي. صحيح إنني اشارك عائلتي في كل شيء وأتفاعل مع مشاكل الكبير والصغير، وصحيح إنني أحب هذه المشاركة وهذا الاندماج والتفاعل، بل إنني أعتبر أن هذا الترابط مع اسرتي نعمة من الله علي بها، إلا إنني أتعمد أن أخلق لنفسي عالمي الخاص...القصة بالكامل
همسات الغروب (تأليف أيمن طيارة)
تهافتت الرمال الذهبيّة نحو قدميه وهو يسير على شاطئ البحر الهادئ، كانت ذرّات الرمل الناعمة تتسابق متلهّفةً لأن تروي كلّ حبةٍ منها قصة حبّها الأبدي، وتبوح بسرّ عشقها لإحدى قطرات الماء الصافية المتزاحمة بين الأمواج الحائرة ومعاناة اللقاء بين المدّ والجزر...القصة بالكامل
عبد الحى (عمرو السيد القاضي )
وضعوا فوق صدر الجثة حجر وربطوه بحبل وفى منتصف النيل ألقوه. الجثة أسمها عبد الحى ,ودائما المتوفى أسمه عبد الحى,ففى هذه القرية ظاهرة غريبة ,فكلما مات شخص وذهبوا ليدفنوه لا يجدوه ,ويجدوا مكانه عبد الحى نائم فى فراشه. وبعد أن يدفنوه يجدوه قادم للقرية بعدها بشهر أو شهرين كله تراب من أثر دفنه فى الرمال وهذا معناه أن هناك شخص سيموت فى القرية قريبآ وعبد الحى قادم ليأخذ مكانه فى الدفنة...القصة بالكامل
السبت، ١٩ يناير ٢٠١٣
أنسجة رقيقة ربما تتهتك الآن (تأليف ساره محمد عابدين )
ها أنا ملقي بإهمال وحيدا، أحن إلى لحظات قريبة كنت أعيشها في دفء علاقات حميمة. دون ان ينتبهوا، سقطت ولم يكترث أحد؛ كورقه قديمه في أوراق نتيجة معلقه علي جدار باهت اللون لم يعد لها قيمة. يشتد الهواء من حولي وأوشك علي السقوط الكبير، ترتفع نوافذ البنايات حولي، وأنا أهوي لأسفل، تصبح الرؤية ضبابية وتتداخل الألوان من فرط السرعة. أحاول أن أرفع يدي لتحيه رفاقي القدامي لكن سرعة السقوط تمنعني، ألمح دموع علي فراقي أم مجرد دموع تتساقط بشكل بيولوجي لا إرادي...القصة بالكامل
قطاع طولي فى حياة "حليمة آتى" (تأليف مصطفى الشوربجى)
عن آخر ميت فى أدندان
مُفتتح
أدندان - مارس 1899 (1)
فى تلك اللحظات الفاصلة من الزمن أختلف الأمر فى أدندان أو أندان كما يُسميها أهلها. أدندان قرية نوبية تقع على ضفاف النيل النوبى فى المنطقة ما بين مصر والسودان فوجىء أهلها فى أحد النهارات الكئيبة من مارس 1898 بقدوم تجهيزات عسكرية وموظفين حكوميين، وجرت حركة غير عادية فى هذه القرية الهادئة البعيدة جداً عن المركز والسلطة. تجمع أهل القرية البسطاء حول موظفين يقومون بعمليات مسح جغرافى وتصوير أبعاد وحصر ممتلكات وتعداد سكان وقياسات على أراضى وبيوت القرية ...القصة بالكامل
إجابة ..!!(تأليف أحمد على ابراهيم)
أثناء سيرى ليلاً في الشارع الطويل الخالي إلا من كلاب وقطط هزيلة ، اعتادت أن تسير بجواري؛ بحثاً عن طعام لإسكات أسد جوعها؛الذي راح يفتك بها ، فإذا بي أسمع صوتاً أنثوياً يستغيث،في بادئ الأمر حدثت نفسي ساخراً :
اصرخي .. اصرخي أكثر .. فلن تجدي من يغيثك ، ومن ذا الذي يغيثك ، والجميع يصرخ ويئن من البطالة،والجوع؟! وأنا واحد من هؤلاء ، لقد ظللت أصرخ ؛ طمعاً في أن يغيثني أحد من المسئولين ، ولكن دون جدوى ؛ رغم أن صرخاتي مشروعة وسلمية ، بل هي حق عليهم تلبيته وتنفيذه على الوجه الأكمل ، وإلا فما فائدة حصولي طيلة سنوات دراستي الجامعية على درجة جيد جداً ؟! اصرخي..اصرخي بدل المرة ألف مرة ومرة،فلن تجدي من يسمع صرخاتك ، وكيف تريدين من العامة إنقاذك،والبلدة كانت منهوبة طيلة اثنتين وثلاثين سنة ..؟!! وهى الآن تعانى من الفوضى وقلة الأمن _ المقصود _ والذي تسبب في انتشار النهب والفساد المدبر،فهؤلاء (الغلابة) من عامة الشعب منشغلون يريدون عودة أموالهم المنهوبة ، لن يلتفت إليكِ أحد ...القصة بالكامل
سر من الحياة (تأليف محمد أكروح)
قيل له إن الأمر محتوم، وليس عليه إلا الاستسلام والمواساة. هو الذي كان يرى فيها امتداده، كانت تمثل قبسا من سر الحياة. كلما أحس بالتعب وثقل الأحمال، يتسلل إلى غرفتها عند الغسق، حيث تكون في عالم تقوم بما يعجز عنه أمثاله، نائمة والبراءة تحيطها بسياج يحميها من الوجه الآخر للحياة...القصة بالكامل
الوداع (تأليف لمهادي نبيه)
مرت الساعات والأيام وجروحي لم تكن قد التأمت بعد، كل لحظة كانت تمر أتذكر فيها همساتها، ابتسامتها، وكل كلامها كان كالصدى يتردد دوما في كل مكان اذهب إليه، حاولت جاهدا أن أنسى وأن أمحو حبا ظل راسخا طوال سنين لكني لم أستطع لأنها قد سكنت روحي وتربعت على عرش قلبي. كنت أعيش بلا روح تائه بين طيات الزمان. جددت المحاولة كي نعود كما كنا ونصحح الأخطاء لنكمل الرحلة معا لنتقاسم الأفراح والأحزان، لكنها في كل مرة تفقدني الأمل ولا تترك لي ولو بصيصا أتشبث به. رغم كل ذلك، كنت لا أيأس من المحاولة وفي كل مرة تجرحني وتترك جرحا أعمق من السابق حتى صرت كجثة تائهة تبحث عن قبر تتوارى فيه لتدفن معها كل الأسى والجروح. طوال تلك السنين لم أذق فيها طعم السعادة رغم أن الابتسامة لم تغادر وجهي إلا أن قلبي كان يتمزق في اليوم ألف مرة، وصارت كل الأعياد كجنائز أم ثكلى فقدت كل أبنائها...القصة بالكامل
المرثية (تأليف حامد محمد صبري)
تطلُّ بأناقةٍ ... عطرُها درويشٌ صالحٌ يختصرُ المسافاتِ، ويسافرُ عبرَ الأسلاكِ والمرايا والحدودِ. حسناءٌ بوجهٍ زجاجيٍ مرتبٍ, يمكنُ أن تقيسَهُ بالفرجارِ والمنقلةِ. مريحةٌ هي، مغسولةٌ، لم تعرفْ شمسًا ولم تجربْ يومًا ملوحةَ العرقِ. تبتسم بأناقةٍ, ولوهلةٍ تشعرُ أنَهُ لا حزنَ في الدنيا. هي فقط ابتسامتها...القصة بالكامل
الخميس، ١٧ يناير ٢٠١٣
غطيت رأسي ! (تأليف إكرام محمود أحمد)
هذا مستحيل! ليست هي .. ليست هي !! هل عميتُ فجأة؟ هل جُننت؟ هل رغبتي المُلحّة في رؤيتها جعلتني أتصوّرها في أي مكان؟ هنا؟! هنا! ليست هي .. ليست هي! جمدت مكاني على بُعد خطوات من السيارة التي خرجَتْ منها بعثة المنظمة الأممية التي أعمل بها في مجال التنمية البشرية منذ سنوات؛ فيما خطَوْا هم وزميلتي روان وزميلي أحمد إلى أحد الوِرش ليُجرُوا حواراً مع الأطفال (البِلـْي) كما يحلو لأحمد تسميتُهم! فيما صُعقتُ أنا من المشهد الذي دلتني ( نهى ) على مكانه...القصة بالكامل
العاشق (تأليف محمد المشرافي)
أنا عاشق ولهان .. عاشق منذ زمان.. لا أتذكر متى بدأت قصة عشقي ولا أعلم مآلها.. ولا أقوى على أن أحدث غيري بها.. ربما لأني أعلم أن عشقي يقارب الجنون في شكله وفحواه.. أعشق امرأة لا تعلم بوجودي وتفصلني عنها مسافات.. واقع حالي يكاد يكون جزيرة في يم الأحلام، إلا أني راض بأن أقطن وحيدا فيها مع طيف حبيبتي.. أتوفر على جميع ألبوماتها الصوتية والمصورة وأشتري جميع المجلات التي تنشر صورها أو تتحدث عنها.. أتتبع عن بعد تفاصيل حياتها.. ولما حصلت على بريدها الإلكتروني أرسلت لها مئات الرسائل دون أن أتلقى ردا واحدا.. حدثتها عن كل شيء وعن لا شيء.. حدثتها عن نفسي وعن عشقي لها.. حدثتها عن نفسها...القصة بالكامل
"نيكروفيليا"* (تأليف محمد جمال عبد الغني)
تمامًا كما يفعل كل ليلة، أخرج إحدى الجثث التي وصلت حديثًا من قبرها المظلم الضيق، وحملها على أكتافه في لهفة .. ثم ذهب بها إلى غرفته الحقيرة القابعة بركن المقبرة، والتي لا تختلف في اتساعها أو رائحتها عن القبر الذي خرج منه لتوه .. أغلق باب الغرفة خلفه في إحكام، ثم وضع الجثة على ظهرها مغطاة بالكفن الأبيض المتسخ، إلا من وجهها الشاحب الذي شابته الزرقة .. وجلس بجانبها يتفحص بعينيه بشرتها التي بدأت في التحلل...القصة بالكامل
شال أسود (تأليف دعاء محمود محمد)
كانت تمشى بخطوات بطيئة، تنظر الى الارض فى شرود وكأنها لا تعى الناس ولا السيارات المارة بجانبها،امرأة فى العقد الخامس من عمرها، متشحة بالسواد، وقد تهدل غطاء الرأس قليلا فظهرت مقدمة شعرها البيضاء، تحمل فى يدها حقيبة كحقيبة السوق، وقفت أمام أحد المحلات، ظلت تنظر لثوان إلى الداخل، ثم ما لبثت أن تنحت جانبا، استندت بظهرها على الحائط تحملق فى المارة، كلما مر أحد من أمامها تميل بجسدها إلى الأمام وكأنها تهم بقول شىء ما ثم تتراجع وهى تهمهم بصوت خفيض، ظلت على هذا الحال لساعة تقريبا، جلست فى مكانها على الأرض، ضمت رجليها إلى صدرها واخفت رأسها بينهما، مر وقت طويل وهى على هذا الوضع، أحيانا تفلت منها يديها، أو تميل إلى أحد الجانبين...القصة بالكامل
الخميس، ١٠ يناير ٢٠١٣
اغتيال(تأليف بانسيه محمد كمال مصطفى)
تغيرت نبرة الأم وارتفعت حدة صوتها متسائلة.... "إيه اللي في هدومك ده؟"..."ده دم ولا أيه؟!" نظرت إلى ملابسها بدهشة فوجدتها بالفعل بها أثار دماء لم تعيها الارتدائها سروال أسود قصير حجب رؤية الدماء... "أكيد أنا اتعورت مأخدتش بالى يا ماما" ... نظرت الأم وجارتها إلى بعضهما البعض نظرة احتمالية...القصة بالكامل
علبة السجائر(تأليف أحمد شوقي علي)
اعتاد –منذ فترة- شراء سجائر "فرط"؛ ترشيدًا للنفقات، أو حفاظًا على الصحة، وكان ذلك بمبدأ مشروط؛ لابأس من شرائها "فرطًا" مادامت السجائر غالية من نوع ممتاز، وحتى تكتمل الأناقة، وكي يعوض نفسه كبرياء جُرِحِ جراء التفريط، ابتاع لنفسه علبة معدنية لطيفة مكعبة الشكل، حتى لا يتسول من بائع السجائرعلبة فارغة تحمل سجائره وتحميها من التلف وتقيه شر "الفضيحة" إذا أخرجها عارية من جيبه أمام العالم أو حتى أمام نفسه، فكانت العلبة المعدنية مكعبة الشكل التي تُفتح من رأسها كصناديق القمامة -إن التزمنا الدقة- تكسبه الأناقة وتقيه جُرح الكبرياء...القصة بالكامل
نظرات من ثقب الباب (تأليف عبد الباقـي يوسـف)
ضاقت بنا سبل المعيشة في هذه القرية لعدم هطول المطر بشكل كاف خلال ثلاث سنوات متتالية. صحيح أننا كنا نمضي أغلب أوقاتنا في التسلية والنوم والسمر من بيت إلى بيت ولم نكن نعمل أكثر من شهرين في السنة، عندما كنا نبذر الأرض, وعندما نحصد الغلال ، لكن جيوبنا كانت منتفخة بأعلى قطع النقود, كانت بيوتنا مكتظة بالطعام والشراب والفاكهة. أما الثياب الجديدة فكنا نشتريها لكل فصل جديد من السنة. أرضنا الذهبية تذر علينا قطع الذهب ولم نكن نتخيل في يوم أننا سنحتاج إلى شيء ما دامت أراضينا الزراعية الخصبة مُلك أيْمانِنا...القصة بالكامل
الدَرويش (تأليف عبد العزيز عز العرب)
تماماً لحظةَ خُروجِ الوليدِ مِن الرَحِم. هذا الخُروجُ مِن أعماق الغابة إلى الازدحامِ المفاجئ في الطريقِ السَريع على قِمةِ جَبلِ مونتريال. هذا الخُروج، في ضوضائه، في نورِه الساطِع، وفي الزحام ليس إلا جزءاً مِن الخروجِ مِن الرَحِم إلى العالَم. لَكِنه أيضاً يُشبهه في أن دُخولَ الغابةِ والسيرَ فيها أشبه بِرحلةِ إعادة ميلادٍ تَحدُثُ يومياً...القصة بالكامل
حلقة (تأليف محمد جمال محب عمارة)
"حد تاني عنده أجرة ورا؟"
أخذ يراقب ذلك الفتى الذي ركب منذ بضعة دقائق وهو يفتش جيوبه في بحث محموم .. كان يحمل حقيبة مدرسية فوق ظهره وأمسك ببعض الأوراق في يديه .. خمَّن ما حدث في الحال فلم يكن هذا الموقف غريباً عليه عندما كان طالباً .. لقد استيقظ متأخراً على موعد الامتحان فخرج من البيت في عجلة ونسي أن يأخذ "مصروفه" ..
"على جنب ياسطا لو سمحت"
صاح بها الفتى بعد أن استسلم للأمر الواقع وارتسمت على وجهه تعابير الحنق بعد أن أدرك أنه على الأرجح لن يرى بداية الامتحان خاصة مع صعوبة العثور على مواصلة مرة أخرى ... القصة بالكامل
الخطأ (تأليف محمد عبد الرحمن خير )
في المطار وقفتُ أمام بوابة (صالة 3) ، انتظرتُ ثم أخبرني أحدهم أن الطائرة التي أنتظرها وصلت عند (صالة 2)، توجهتُ إلى هناك قاطعًا المساحة الشاسعة تحت الشمس، ولجتُ عبر البوابة الزجاجية ورأيت الركاب يخرجون ببطء وتثاقل، انتظرتُ قليلا وتطلعت في الشاشة العالية التي تنقل المشهد عند المنطقة الجمركية، لكني فجأة وجدتُها بجواري، حقائبها قليلة وترتدي نظارة سوداء كبيرة تناقضت وبياض ملامحها المفرط، تحركَت بجواري وهي تدفع عربة عجلاتها بلا صوت، ومشينا باتجاه الخروج، كان معظم الركاب قد سبقوا إلى سيارات الليموزين، ووجدت سائقًا يلح عليّ في التوجه معه فتحركنا باتجاه سيارته، السيارة بيضاء عادية لا يوجد عليها ما يشير لكونها سيارة أجرة...القصة بالكامل
عيون الشيطان (تأليف فاطمة على ماضي)
كلما اقتربت من المنزل أشعر وكأن شيئا ما يجثم على صدرى ... ، صوت بداخلى يقول: إياك أن تذهب. ولكن أين أذهب؟ ... لقد اختلفت مع زوجتى وتركت البيت، وحمدا لله أن لى منزلا آخرا فى إحدى المدن الجديدة بنيته وجهزته منذ سنة، وتركت فيه مسعد وفوزية لتنظيفه وحراسته، وخصصت لهما حجرة واسعة فى الحديقة الأمامية وعندما وصلت استقبلتنى الأخبار السيئة .... لقد ماتت فوزية! سألت مسعد فى جزع: ماذا حدث؟! قال بحسرة: ياليتنى أخذت شكواها المستمرة مأخذ الجد حول هذا المنزل ...القصة بالكامل
أسفل سريرنا الوردي (تأليف إيهاب عبد الدايم عبد المالك محمد)
منتصف الليل. أتمدد مبعثرا على سريرٍ أبيض. تتصل بجسدي حواس إلكترونية ترصد كل شاردة وواردة. يسري ذلك الخدر العنيف في أوردتي. أندفع مترنحا في ذلك البرزخ المظلم. إما الفردوس وإما الجحيم. لا أتبين موطئ قدمي. لا أشعر بقدميّ. أهوى كما أتوقع. أعلم ما ينتظرني. إما هي وإما هو. لطالما حلمت بها. لطالما راودني في كوابيسي. دوما أهوي بين ذراعيها فوق سريرنا الأبيض. أظل أتمرغ في الوحل القطراني وأنا أهرب منه. تحفنا عناقيد الزهر. أتعثر في أشواكه اللبلابية. يصدح الكروان عشقا. ينعق الغراب ترويعا. أغيب معها في قبلة فردوسية...القصة بالكامل
هي (تأليف بلال محمد رمضان)
لا دائم إلا الحركة، ولا يبقي في هذا الزمان سوي الذكري، فلقد عُرف الإنسان بحب التغيير، وسيبقي هكذا إلى أن تقوم الساعة. وهذا ما يؤرق أولو الألباب ممن تشغلهم هموم الناس فى هذا الزمان وهم قلة.
يحيا الإنسان في هذه الحياة كما قدر له، ليري ما يستطيع عقله تأويلهُ وتفسيره، ومن ويروي للآخرين، وهكذا ربما تبدو لك وكأنها دائرة مغلقة، باب الخروج منها هو الموت ولكن لكل منا منهجهُ الذي يستنير به ويهديه...القصة بالكامل
حلم العيون (تأليف عاطف محمد سنارة)
يقدم الليل الي شارع محمد محمود متوشحًا برداء قاتم ممتطيا جوادا أسودا"، تتطاير ألسنة اللهب من المولوتوف والشماريخ ، روائح القنابل تنقلها نسمات نوفمبر الهادئة إلى الأنوف لتسري الي الصدور فتكتمها والعيون تلهبها، وبعضها إلى الأعصاب فيشدها ... مطالب بنقل السلطة إلى المدنيين واعتصام مفتوح إن لم يستجب إلى مطلبهم. كر وفر بين الشرطة والمتظاهرين وحشود من الأمن في شارع ريحان تفصلهم عن وزارة الداخلية التي يبعدون عنها ثلاثة أرباع كيلو متر، الكر والفر يتجاوز محمد محمود إلى الفلكي والقصر العيني وأحيانا باب اللوق...القصة بالكامل
شكوى على ضفاف الموت (تأليف عبدالحليم حفينة)
كعهدي منذ زمن أنساب على المدق العتيق في طريقي إليه كما ينساب الماء في مجراه، أهفو إليه كعصفور ُمشتاق لعشه، فهناك في مرمى العين يرقد في سكون، أنتظر لقائه دائمًا بين الفينة والأخرى، فقد إعتدت أن ألقي إليه بهمومي وأذيب في حضرته أحزاني، أُكمل مسيرتي إليه والنفس فيها ما فيها من اشتياق.. أقترب فتظهر لي في الأفق شواهد القبور، تحضر الرهبة في نفسي كلما أتيت إلى هنا كأنه أول لقاء، أتذكره كأنني كنت معه بالأمس، فتحضرني الآن ابتسامته فأرفع رأسي إلى السماء قائلا: كم أنت عظيم يا ربي تنبت في جسدِ فانٍ ابتسامة فتصبح ذكرى بعد الرحيل!...القصة بالكامل
الخميس، ٣ يناير ٢٠١٣
طقوس الانكسار (تأليف محمدعبد الله عبد الجواد حسن)
ارتديت ملابسي الثقيلة ونزلت من البيت .. كان الجو بارداّ كعادة ليالى الخريف المائلة للبرودة، والتى تذكرنى بقرب الشتاء. قليل من البشر يمرون بالشارع عائدون إلى بيوتهم يترنحون من ثقل يوم ملء بالبحث الدؤوب عن ما يسدون به أفواه من أثقل النوم جفونهم كي يريحوا المنهك من عناء أسئلة تقضى على أخر ما تبقى له من قوى .. لماذا تجتاحنى الرغبة فى رؤية أصدقائى الليلة؟.. أعشق طقوسهم الغريبه ، جلوسهم بالميادين المزدحمه وقت الذروة نهاراّ، وسيرهم بالمدينة ليلاً .. "أنا بعشق البلد دى بالليل" أقولها فيردون علىّ: "بنعشقها فى أى وقت .. بالنهار وهي بتلبس توب وجعها، وبالليل وهى بتقلعه" .. بعضهم مازال يقضى فترة الجيش، والبعض الآخر .. منهم من علق الشهادة على الحائط ونزل يعمل شيئاً ما، ومنهم من ينتظر أى شىء، ربما أحدهم يجلس الآن فى المقهى... القصة بالكامل
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)