جاء الكاتب ملِكَه في يوم وقد أسرف في نفاقه ومكاذبته في أخر مخطوطة كتبها له في صحيفته التي يصدرها يوميا،فبعد أن بعث له الملك، جاءه بوجه الاصفرار الكاذب كعادته مزيفا الاهتمام والخشوع في حضرته، وقد وصل الأمر من قبله وقبل الحاشية الملتفة إلى تأليه هذا الملك وتعظيمه والتمجيد. أخبر الملك هذا الكاتب أنه قادم على أمر جلل، وأن العامة قد أحاطوا به وتربصوا مطالبين أن ينزل عن كرسي الإله؛ ذلك العرش الذي اتخذه منذ زمن مكانا له وسلطانا على الناس، وأن يلغى التأليه وأن ينزل بينهم كواحد منهم بعد أن يعيد إليهم الحقوق، تبسم الكاتب في ثقة بلهاء، وطمأنه قائلا أن الألهة لا تزول، فرد الملك قائلا "هذا شأن الآلهة"، لكن الكاتب لم يفهم ما قاله الملك وظل متبسما في ثقته المغيب عقله بها وهو يؤكد لملكله ألا يخف ولا يهتز من أمر الغوغاء، فهؤلاء- كما قال الكاتب - هم العامة المسخرون لراحة الملك، فلا بد ألا يقلقه ارتفاع صراخ الجياع منهم، وأكد مرة أخرى بغباء مطلق أن الألهة لا تزول وأن الشعب والعامة هم من يزول...القصة بالكامل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق